تعتمد الشركات الناجحة على قادة يعرفون كيفية بناء فرق قوية وعمليات فعالة وثقافة تنظيمية تزدهر بشكل مستقل. وخلافًا للاعتقاد بأن القادة المتميزين لا غنى عنهم، فإن فكرة أن تصبح "غير ضروري" قد تكون هي الفارق الحقيقي لضمان النمو المستدام وقابلية توسع الأعمال.
كشف استطلاع رأي أجراه معهد غالوب أن ٧٠١TP٣T من التباين في مشاركة الموظفين مرتبطة مباشرة بجودة القيادة. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر البيانات الواردة من مجلة هارفارد بزنس ريفيو أن الشركات التي تُمَكّن فرقها للعمل بشكل مستقل تتمكن من النمو بسرعة تصل إلى 251TP٣T أكثر. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا المستوى من الاكتفاء الذاتي يتطلب أكثر من مجرد النوايا الحسنة. فمن الضروري بذل جهد متواصل في تطوير الأفراد وهيكلة العمليات.
جوني مارتينز، نائب رئيس سيراك (SERAC)مركز حلول الأعمال الرائد في المجالات المحاسبية والقانونية والتعليمية والتكنولوجية، يُبرز أن تفويض المسؤوليات وتنمية قدرات الموظفين خطوات أساسية لإنشاء شركة تعمل دون الاعتماد حصريًا على وجود القائد. "إن القائد الفعال حقًا ليس الذي يركز كل القرارات، بل الذي يبني أساسًا متينًا لنمو العمل بشكل مستقل. هذا يعزز ليس فقط الفريق، بل أيضًا قدرة الشركة على مواجهة التحديات والتكيف مع التغييرات"، وفقًا للتصريح.
بالنسبة لجوني، أن يكون القائد زائداً عن الحاجة لا يعني عدم أهميته، بل يعني كونه لا غنى عنه لتطور الفريق والمنظمة. "عندما يقوم القائد ببناء فريقٍ ذاتيّ الاعتماد، يسمح للشركة بالتركيز على النموّ والابتكار، من دون أن تُعْقد في العمليات اليومية. أما القيادات التي مركزية كل شيء فتُحدّ من إمكانيات العمل. في حين أن القيادات التي تشارك في البطولة تُنشئ منظَمةً مرنةً وجاهزةً للنمو بشكلٍ مُستدام"، وفقاً لتقييم جوني.
في منطقة SERAC، يروي الرئيس التنفيذي سعيه لقيادة الأمثلة، بتطبيق استراتيجيات لتعزيز بيئة عمل تجمع بين الكفاءة، والابتكار، والتعاون. ويختتم قائلاً: "أن يكون القائد زائداً عن الحاجة هو إحدى أعظم الفضائل لمن يرغب في ترك إرث وبناء شركة مستعدة للمستقبل".
اطلع على بعض الممارسات المقترحة من قبل جوني مارتن التي يمكن أن تساعد أي قائد في تحفيز استقلال وفعالية الفريق:
- التفويض بوعي: من الضروري أن تترافق كل مهمة مفوضة بأهداف واضحة، وسياق، واستقلالية، مما يسمح للموظفين بتطوير حلول بثقة.
- هيكلة عمليات قوية: إنّ إنشاء تدفقات عمل محددة جيدًا يضمن أنّ الفريق يعرف ماذا يفعل حتى في غياب القائد، مما يقلل من الاعتماد على القرارات الفورية.
- الاستثمار في التطوير المستمر: "تدريب الموظفين هو أفضل استثمار يمكن أن يقوم به القائد. تُساعد التدريبات والتعليقات المنتظمة والإرشادات على رفع مستوى الكفاءة والثقة بالنفس في الفريق"، كما أوضح جونى.
- تقدير وتشجيع القادة الناشئين: تحديد المواهب داخل الفريق وتعزيز النمو الداخلي يعزز ثقافة المنظمة ويبني هيكل قيادي أكثر تنوعًا.