يُمثل التوفيق بين العمل والحياة الشخصية والأسرة تحديًا مستمرًا للنساء، اللواتي غالبًا ما يضطلعن بأدوار متعددة. في هذا السياق، يبدو إيجاد التوازن والوقت الكافي للعمل والأسرة والاستثمار في تطوير الذات أمرًا بالغ الصعوبة، ولكن بالتنظيم والوعي الذاتي، يُمكن بناء روتين يُلبي هذه المتطلبات دون الشعور بالإرهاق.
تُظهر بيانات من سيبري أن 48% من رواد الأعمال البرازيليين هن من النساء، لكن الكثيرات منهن يواجهن تحديات فريدة، مثل عبء العمل المزدوج وتوزيع المسؤوليات المنزلية بشكل غير متناسب. علاوة على ذلك، تكشف دراسة للأمم المتحدة أن النساء يقضين، في المتوسط، ضعف الوقت الذي يقضيه الرجال في مهام غير مدفوعة الأجر، مثل الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، مما يحد من فرصهن في النمو المهني والشخصي.
ترى المحامية وسيدة الأعمال أندريسا غنان أن نقطة البداية لتحقيق التوازن بين هذه الأدوار هي معرفة الذات. وتقول: "إن فهم أولوياتك، وإدراك حدودك، وتعلم طلب المساعدة، ومعرفة ما هو مهم حقًا بالنسبة لك، كلها خطوات أساسية لخلق روتين أخف وأكثر توازنًا". ووفقًا لها، ينتهي المطاف بالعديد من النساء بالشعور بالإرهاق لأنهن لم يتعلمن قول "لا" أو لأنهن يضعن أنفسهن دائمًا في المرتبة الثانية.
تؤكد أندريسا على أن التخطيط أداة أساسية في هذه العملية. وتقول: "يساعدك تنظيم روتينك اليومي بشكل استراتيجي على استغلال وقتك بشكل أفضل. ومع ذلك، فإن إدراك أنه لن يكون من الممكن القيام بكل شيء واحترام حدودك أمران أساسيان. الأهم هو تخصيص وقت لنفسك وللحظات اليومية، مثل غداء عائلي، دون قلق. هذا ليس ترفًا، بل ضرورة للحفاظ على الصحة النفسية والإنتاجية. نعم، يجب معالجة المشاكل، ولكن في أوقات محددة".
تقترح سيدة الأعمال أيضاً تبني أساليب عملية لإدارة الوقت، مثل استخدام قوائم المهام أو تطبيقات الإنتاجية، وتوصي النساء بتفويض المهام كلما أمكن ذلك. وتوضح قائلة: "لا تعني ريادة الأعمال القيام بكل شيء بمفردك؛ بل على العكس تماماً، فالنمو يتطلب تفويض المهام بمسؤولية. حددي ما يمكن مشاركته أو إسناده إلى جهات خارجية، سواء في العمل أو في المهام المنزلية".
علاوة على ذلك، تؤكد أندريسا على أهمية السعي المستمر للتدريب. وتحذر قائلة: "إن الاستثمار في تطوير الذات، سواء من خلال التدريب أو الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو الاجتماعات الشخصية، يساعد على توسيع آفاقك حول كيفية إدارة وقتك وعملك، فضلاً عن بناء شبكة علاقات قوية".
تؤكد رائدة الأعمال أن الروتين المتوازن لا يعني القيام بكل شيء دفعة واحدة، بل إتقان ما يهم حقاً. وتختتم حديثها قائلة: "عندما تولي المرأة الأولوية لصحتها النفسية وتنظم وقتها، تستطيع بناء مسار متين نحو ريادة الأعمال، وتحقيق الاستقلال المالي، والموازنة بين ذلك وبين جوانب حياتها الأخرى".
اطلعوا على نصائح أندريسا غنان لإنشاء روتين متوازن في عام 2025.
- تحديد الأولويات: من الضروري تقييم ما هو مهم حقًا وتوجيه الطاقة نحو تلك المجالات.
- ضع خطة أسبوعية: نظم المهام في فترات زمنية محددة، وخصص أوقاتاً لنفسك.
- معرفة كيفية معالجة المشكلات في الأماكن المناسبة: من المهم إدراك أن مناقشة العلاقة قبل النوم، أو التركيز على الأطفال أثناء ساعات العمل، أو القلق بشأن العمل أثناء العشاء، لن يؤدي إلا إلى الفوضى ويمنع سير الأمور بسلاسة. من الضروري تعلم مناقشة المشكلات ومعالجتها في الأماكن والأوقات المناسبة.
- فوّضي المهام كلما أمكن: ينبغي على النساء طلب المساعدة في المنزل، أو الاستعانة بمختصين لدعم أعمالهن، أو تقاسم المهام مع أفراد الأسرة. ربما لن يؤديها أحد بنفس كفاءتها، ولكن لا بأس بذلك. فبالصبر والمعرفة والتدريب المناسب، سيؤديها الآخرون بنفس الكفاءة، أو حتى أفضل.
- الاستثمار في المعرفة الذاتية: إن فهم نقاط قوتك وضعفك سيساعدك على اتخاذ قرارات أكثر حزماً ومواءمة أهدافك الشخصية والمهنية.
- استخدام التكنولوجيا لصالحك: يمكن لأدوات مثل التقويمات الرقمية وتطبيقات الإنتاجية تحسين روتينك اليومي.
- تقبّل المرونة: من الضروري أن تسمح لنفسك بتعديل تخطيطك حسب الحاجة، وتجنب التصلب الذي يمكن أن يولد التوتر.
- احترام الذات وفهم أن "كل شيء على ما يرام": وفقًا لأندريسا، فإن فهم أنه لا بأس من عدم القدرة على التعامل مع كل شيء طوال الوقت هو السبيل لإدارة الحياة بسهولة.

