يبدأالمقالاتالهجرة السحابية: بداية ثورة الذكاء الاصطناعي في العالم

الهجرة السحابية: بداية ثورة الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي

القطاع المالي على مفترق طرق! الضغط على الابتكار وتقديم تجارب أسرع وأكثر تخصيصًا للعملاء، بالإضافة إلى ضمان الكفاءة، لم يكن يومًا مرتفعًا بهذا الشكل. في هذا السيناريو، بالنسبة للشركات التي لا تزال تحتفظ بجزء من عملياتها باستخدام التقنيات القديمة، تظهر الترحيل إلى السحابة كواحد من العوامل الرئيسية لتسهيل تكامل البيانات، وتوسعة العمليات، وهو أمر حاسم لاعتماد الذكاء الاصطناعي (AI). ومع ذلك، فإن هذه العملية تفرض تحديات كبيرة ولا تزال واحدة من الآلام الكامنة للمؤسسات التي لم تولد رقمية.

من خلال تمكين الشركات من توسيع نطاق عملياتها ودمج كميات كبيرة من البيانات، تصبح السحابة الأساس الذي يمكن بناء حلول الذكاء الاصطناعي عليه.لمنح الائتمان، على سبيل المثال، أصبحت تحليل سلوك العملاء أداة حاسمة، مُمكنة من خلال الوصول إلى بيانات ضخمة في الوقت الحقيقي. الذكاء الاصطناعي يتيح التعرف على الأنماط، وتوقع المخاطر، وتقديم قرارات أكثر دقة. لكن، من أجل ذلك، من الضروري أن تكون البيانات متاحة ومنظمة في بنية تحتية مرنة وقابلة للتوسع، وهي خصائص تقدمها السحابة بطريقة قابلة للتكيف مع كل مرحلة من العملية، مثل تدريب النماذج وتشغيلها.

انتقال الأنظمة القديمة إلى السحابة، مع ذلك، يواجه سلسلة من العقبات. العديد من المؤسسات المالية، خاصة تلك التي تمتلك بنية تحتية أكثر تقليدية، لا تزال تعمل على أنظمة محلية تم تطويرها منذ عقود مضت. هذه، على الرغم من قوتها لوظائفها الأصلية، لم تُصمم للتعامل مع المرونة والاتصال المطلوبين من قبل المنصات الحديثة.

لا تتضمن إعادة الهيكلة إلى بيئة سحابية تعديلات تكنولوجية فحسب، بل تتضمن أيضًا تحولًا عميقًا في العمليات التجارية، مما يضمن انتقال البيانات بشكل آمن وعدم انقطاع العمليات اليومية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إعداد البيانات للاستخدام في حلول الذكاء الاصطناعي يتطلب أكثر من مجرد نقلها إلى السحابة. الأنظمة القديمة غالبًا ما تخزن المعلومات بشكل مجزأ أو يصعب الوصول إليه، مما يعوق توفيرها لتحليل ذكي. تحويل البيانات من غير منظمة إلى منظمة يتطلب سلسلة من خطوات التنظيف والتطبيع والمعايرة — وأي خلل في هذه العملية قد يعيق فعالية خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

القوة التنافسية للمؤسسات الرقمية الجديدة

بالنسبة للشركات التي وُجدت بالفعل في البيئة الرقمية والسحابة، فإن المشهد يختلف تمامًا. الشركات الناشئة المالية والفنتيك غالبًا ما تتجنب التحديات التي تواجهها البنوك التقليدية، مستفيدة منذ البداية من مزايا البنية التحتية الحديثة. تركز هذه الشركات على استخدام هذه البنية التحتية ونماذج الذكاء الاصطناعي في الاستراتيجية المركزية، كجزء من الأعمال الأساسية وتقديم القيمة التي يقدمونها – والتي غالبًا ما تكون مرتبطة بقيم مثل المرونة والاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنافسية هذه المؤسسات تترجم إلى قدرة أكبر على تقديم خدمات مخصصة ومبتكرة، مثل التحليل التنبئي لمنح الائتمان، بكفاءة تتحدى اللاعبين الكبار في السوق.

أما المؤسسات التقليدية، من ناحية أخرى، فهي تمتلك كميات أكبر بكثير من البيانات، التي لا تكون دائمًا متاحة، لكنها تملك القدرة على دعم تحليلات أكثر قوة.   

على الرغم من أن الانتقال الكامل إلى السحابة قد يبدو مهمة هائلة لهذه المؤسسات الكبيرة، إلا أن هناك استراتيجيات يمكن أن تسهل هذه العملية بشكل تدريجي ومتحكم فيه. النهج التدريجي، مثل التحديث المعياري للأنظمة القديمة، يسمح للشركات بإجراء التحديثات على مراحل صغيرة، مما يقلل من خطر الأخطاء الحرجة وانقطاع الخدمة. في كل تحديث، يمكن للشركات اختبار وتعديل التكامل مع التقنيات الجديدة، مما يضمن انتقالًا أكثر سلاسة وفعالية.

تتمحور هذه النهج الصغيرة حول اختيار العمليات التجارية الحرجة التي يمكن أن تستفيد بشكل محتمل من الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وإعادة تشكيلها والحفاظ عليها جنبًا إلى جنب مع العمليات التقليدية، بحيث يتحداها كلاهما ويولدان أدلة على جدوى وتأثير الحلول الجديدة.. 

هذه الطريقة، بالإضافة إلى كونها أكثر جدوى من الناحية المالية، تتيح للشركات الحفاظ على استمرارية الخدمات وحماية سلامة البيانات. الأهم من ذلك، أنه يخلق قاعدة صلبة لكي تتمكن الشركة في المستقبل من الاستفادة الكاملة من السحابة والذكاء الاصطناعي، دون ضغط التحول الجذري والفوري. تنفيذ الذكاء الاصطناعي ليس ثورة تتم في مرة واحدة.

سواء كانت للشركات التقليدية في عملية تحديث أو للشركات الرقمية الناشئة، فإن الانتقال إلى السحابة لم يعد مجرد اتجاه بل أصبح مطلبًا عمليًا. تنافسية القطاع المالي، المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، تعتمد بشكل مباشر على القدرة على دمج وإدارة البيانات على نطاق واسع، بكفاءة وأمان. تجاهل هذا التغيير قد يحد من إمكانيات الابتكار ويقيد النمو في بيئة تتزايد رقميتها وتنافسيتها.

أديلسون باتيستا
أديلسون باتيستا
أديلسون باتيستا هو خبير في مجال الذكاء الاصطناعي.
مقالات ذات صلة
- إعلان -

مؤخرًا

الأكثر شعبية

[elfsight_cookie_consent id="1"]